نبذة عن الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز
نبذة عن الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز
أصبح الملك عبد الله الحاكم الفعلي للسعودية منذ يناير / كانون الثاني عام 1996.
توفي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في المستشفى عن عمر يناهز التسعين عاما.
وقطعت محطات التلفزة السعودية ارسالها في الساعات الأولى من صباح الجمعة، حيث بثت نعي ولي العهد لملك السعودية الذي كان يعاني من وعكة صحية في الأسابيع الاخيرة بعد اصابته بالتهاب رئوي.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله، يمسك بمقاليد الحكم المطلق في بلاده، مع سعيه إلى الحفاظ على درجة من التوازن بين ما يتطلبه الرأي العام في مجتمع يعد من أكثر المجتمعات محافظةً، وما تحتاجه البلاد من صلات مع العالم الخارجي، خصوصا الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الغرب الأخرى.
ومع أنه نشأ وتدرج في المناصب وسط هيمنة التيار الديني المحافظ، لكن البعض يراه متبنياً للإصلاح وداعما للسلام في الشرق الأوسط. في حين يرى آخرون أن مطالب أساسية تتعلق بالحريات العامة لم تتحقق في ظل فترة حكمه التي امتدت منذ كان الحاكم الفعلي للبلاد بعد إصابة الملك الراحل فهد بجلطة في الدماغ في أواسط التسعينيات. ويشار في هذا الخصوص عادة إلى حقوق الأقلية الشيعية وحقوق النساء.
ولد الملك عبدالله سنة 1924 على الأرجح، لكن هناك اختلافاً حول تاريخ مولده الدقيق. وكان ترتيبه الثالث عشر بين الـ 45 ابناً على الاقل للملك عبد العزيز آل سعود الذي أسس الدولة الجديدة، المملكة العربية السعودية. وتلقى تعليما دينيا تقليديا، وهو قريب من نمط الحياة السعودية القبلية. لكنه لم يحمل فكرا دينيا متشددا، كالذي تتصف فيه المؤسسة الدينية الوهابية في البلاد.
كانت والدة الملك عبدالله الزوجة الثامنة بين 22 زوجة لوالده، وهي تنحدر من أصول بدوية. لذا عاش عبد الله فترات من طفولته في الصحراء بأسلوب الحياة البدوية التقليدية.
ونشأ الأمير الشاب وسط عائلة متشددة ليتربى على اتباع الرؤى المحافظة. وتلقى علوم الدين واللغة على أيدي علماء إسلاميين في البلاط الملكي.
وعُين عبد الله قائدًا للحرس الوطني عام 1962. وقام بزيادة عدد قوات الحرس الوطني وتجهيزها بأحدث الأسلحة.
وبعد اغتيال الملك فيصل في مارس / آذار عام 1975، أبقى خليفته، الملك خالد، على الأمير عبد الله في منصبه قائدًا للحرس الوطني وأسند إليه منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء.
ونصب عبد الله بن عبد العزيز رسميًا ملكًا للسعودية في أغسطس / آب عام 2005 بعد وفاة الملك فهد.
ومنذ ذلك الحين، يراه السعوديون في الداخل راعيًا للإصلاح، رغم الوتيرة البطيئة والخطى الضيقة التي يخطوها في هذا الشأن. كما كان من بين ما أكد عليه الملك عبد الله منذ توليه الحكم السماح لأعداد أكبر من النساء بالعمل.
لكن السلطات واجهت الحملات الداعية إلى السماح للنساء بقيادة السيارات وحذرت من استمرارها واعتقلت ناشطات في هذه الحملات.
وشهدت السعودية في زمنه مظاهرات احتجاج نظمها أبناء الطائفة الشيعية في شرق البلاد للمطالبة بحقوقهم. لكن السلطات واجهتها أيضا محذرة من أن ما تصفه بالمساس باستقرار وأمن البلاد "لا يمكن التساهل معه"، وقد اعتقل عدد من المحتجين وشملت الاعتقالات زعماء شيعة مثل الشيخ نمر النمر.
لكن الملك حاول الحد من تأثير الانتفاضات العربية على بلاده من خلال استخدام المنح والعطايا المالية في مسعى للحفاظ على رضا المواطنين. ووعد المرأة السعودية بالحق في التصويت في انتخابات المجالس المحلية مستقبلا، وعين عددا من النساء في مجلس الشورى.